ثم تولى عبد المطلب منصبي السقاية والرفادة ولقي مشقة كبيرة في توفير المياه اللازمة للحجاج والوافدين على مكة، وخاصة أن مكة مرت بفترة ندرت فيها الأمطار، وكادت تجف مياه الآبار، في حين أشرف موسم الحج؛ ثم كانت الرؤيا التي دلت عبد المطلب على مكان بئر زمزم التي عفت عليها الأيام، وخرج عبد المطلب على مكان بئر زمزم التي عفت عليها الأيام، وخرج عبد المطلب وابنه الحارث، ونجحا في كشف مكانها وإعادة حفرها، وتدفق الماء من جديد من هذه البئر المقدسة، تروي الزرع والثمار، وتضمن توافر الماء للحجاج وأهل مكة
سدانة الكعبة المعظمة : وأما ما كان من أمر شيبه بن عثمان بن ابي طلحة الذي ينتهي إليه نسب سدانة الكعبة المشرفة في عصرنا هذا وهم الشيبيون فقد اسلم عام الفتح على اصح الروايات وله صحبه ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم
سدانة الكعبة المشرفة في هذا العصر : جميع آل الشيبي الموجودين في هذا العصر هم من أبناء الشيخ محمد بن زين العابدين رحمه الله تعالى وينقسمون إلى أبناء الشيخ عبدالقادر بن على وهم عائلة عبدالله وحسن آل الشيبي وأبناء عبدالرحمن بن عبدالله الشيبي .
فهؤلاء هم السدنة الموجودين حاليا وهم محل احترام وإكرام كما دلت على ذلك الأخبار الواردة في حقهم وهم لا يزالون في موضع الإكرام والرعاية عند عموم حكام المسلمين وبالأخص عند كل من تولى خدمة الحرمين الشريفين ولا يزال وجودهم من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي اخبر أمته بها بقوله صلى الله عليه وسلم
خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم )
الشخص الذي لديه مفتاح الكعبة من آل الشيبي هو عبدالعزيز بن عبدالله الشيبي
وصف الصفا والمروةالصفا والمروة: قال الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا فرقدا الأرض، وجـارا البيت الحرام، وطوبي لمن وقف عليهما، وسعي بينهما، أو إليهـما وسنذكر مـا هما فنقول:
أما الصفا: فحجـر أزرق عظيم في أصل جبل أبي قبيس يبدأ منه السعى وهو في الجهة الجنوبية مائلا إلى الشرق على بعد نحو 130 متر من الكعبة المشرفة ، قد كسر بدرج إلـى آخر موضع الوقوف، وأكثر ما ينتهي الناس منها إلى اثنتي عشر درجة أو نحوها...وقد ورد ذكره في القران
صورة قديمة للصفا
وأما المروة: أيضا فحجر عظيم إلى أصل جبل متصل بجبل قـعيقـعان كان قـد انقسم على جـزأين، وهو حجر المرو الأبيض الصلب في الجهة الشرقية الشمالية على بعد نحو300متر من الركن الشامي للكعبة المشرفة وهو منتهى
المسعى الشمالي واحد مشاعر الحج وللبيت بينهما فرجة يبين منها درج عليها إلى آخر الوقوف.
صورة قديمة للمروى
المسعىالمـسعى : هو المساحة الممتدة بين الصفا والمروة والسعي بينها من مناسك الحج والعمرة وهو سنه نبينا إبراهيم عليه السلام وسنة هاجر أم إسماعيل عليهما السلام وقد أمرنا الله بذلك وفعله نبينا عليه الصلاة والسلام
والذرع ما بين الصفا والمروة سبع مائة ذراع وثمـانون ذراعا، ومن الصـفـا إلى الميل الأخضـر المائل في ركن المسجد على الوادي مائة وثمانون ذراعا، وذرع ما بين الحـجر الأسود والصـفا مـائتا ذراع واثنان وستـون ذراعا، ومن الميل الأصـفر إلى الأخـضر الذي بإزاء دار جعفر بن العبـاس - وهو موضع الهرولة - مائة وخـمس وعشـرون ذراعا، ومن الميل الثـاني إلى المروة أربع مائة وخمس وسبعون ذراعا، فجميع ما بين الصفا والمروة سبع مائة وثمانون ذراعا.
إن ارض المسعى كانت فيه منعرجات ومنحدرات ونزول وطلوع وإصلاح المسعى وتسويتها كان شيئا فشيئا على مر التاريخ إلى أن وصلت إلى حالتها اليوم و هي في غاية من الجمال والنظافة مسقفة مبنية بدورين وكانت المباني تفصل
بين المسجد والمسعى كما كان المسعى سوقا من قديم الزمان وعلى جانبيه حوانيت وكان السعي في وسط السوق ولتيسير عملية السعي قامت الحكومة
السعودية بإزالة المنشآت السكنية والتجارية المجاورة للمسعى وضم المسعى إلى المسجد الحرام في عماره واحده وبناء المسعى من دورين وتسوية أرضه
وترخيمه وطول المسعى 394.5متر بدءا من صدر الجدار الذي في منتهى علــــو الصفا إلى صدر الجدار الذي في منتهى علو المروة وعرض المسعى 20متــــــــر
فصارت المساحة 7890مترمربع للدور الواحد ومساحة الدورين 15780مترمربــــع
وارتفاع الدور الأرضي 11.75 بينما ارتفاع الدور العلوي 8.5متر وبين الصفا والمروة مداخل للدور الأرضي وللطابق العلوي سلمان عاديان من الداخل أحدهما عنــــد الصفا والآخر عند باب السلام ويضاف إلى ذلك السلالم المتحركة أما الفتحــــــات
فقد ركبت عليها شبابيك من الحديد المشغول وهناك سبــــــع عبارات علوية للداخلين إلى المسجد والخارجين منه بين الصفا والمروة حتى لا تتأثر عملية السعي أثناء دخول الناس وخروجهم والدور الأرضي مقسم إلى قسمين قسم للذهاب إلى المروة وآخر للرجوع منها وبينهما مسار مخصــــص لعربات العجزة وكبار السن وقد تم تكييف هذا الدور تكييفا مركزيا وتسن الهرولة للرجال أثناء السعي بين العلمين الأخضرين وقد أشير إلى ذلك بالخطوط واللمبات الخضراء في المسعى
وفي سنة 1417هـ تم تسوية المروة بمستوى الساحة الشمالية المقابلة للمروة وجعل لها أبواب للخروج منها بعد إتمام السعي كما أنشئ جسران أحدهما للصعود إلى الدور العلوي للمسعى والآخر للدخول والخروج من الدور
العلوي إلى الشارع العلوي للقرارة