أركان الكعبة
أما تسمية الأركان فقد جاءت باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً ، و جاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى .
الرُكن الشرقي : أو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة و يُقابلُ بئر زمزم تقريباً ، و يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً ، و يُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.
الرُكن الشمالي او العراقي : و هو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف ، و يُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً ، و هو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل ، و يُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق .
الرُكن الغربي او الشامي : و هو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف ، و يُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً ، و يُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام ، و هو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجْرِ إسماعيل .
الرُكن الجنوبي أو اليماني: و هو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف ، و يُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً ويسمى الركن اليماني ، و يُسمَّى أيضا بالمُستجار . هو أحد أركان الكعبة المشرفة في اتجاه الجنوب وهو الركن الموازي لركن الحجر الأسود ، وسبب تسميته باليماني أنه في اتجاه الجنوب وكانت العرب تسمي كل متجه إلى الجنوب يمناً باعتبار اليمن في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية . والركن اليماني يستلم باليد دون تقبيل أو تكبير فإن لم يتمكن من استلامه بيده فإنه لا يشير إليه لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن ابن عمر رضي الله عنهما " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن في كل طواف " رواه الحاكم وصححه الألباني وجاء عنه صلى الله عليه وسلم : " إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً "" رواه أحمد عن ابن عمر وصححه الألباني ، وذكر أنه تم إلصاق قطع الركن اليماني بالمسامير في عهد الفاطميين ، كما أنه في عام 1040هـ في عهد السلطان مراد الرابع الذي جدد بناء الكعبة ، انكسر طرف حجر الركن اليماني فوضع في محل ذلك رصاص مذاب وألصق الجزء المكسور
تعظيم الكعبة فى القرآن (سورة آل عمران: آية 97) " ومن دخله كان آمنا "
(سورة المائدة: آية 97) " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس..."
(سورة البقرة: آية 127) " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها ، و هذه الأسماء وردت في القرآن الكريم ، و هي :
الكعبة : ??? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ? ? سورة المائدة-95
البيت : ? وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ? سورة البقرة-125
البيت العتيق : ? ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ? سورة الحج-29
المسجد الحرام : ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? سورة المائدة-2
البيت المعمور : ??? وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ? ? سورة الطور-4
البيت المحرم : ??? رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ? ? سورة إبراهيم-37
"ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون(149) "
بناء الكعبة المشرفةتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة المشرفة بنيت 12 مرة عبر التاريخ وفيما يلي أسماء البناة: الملائكة وادم عليه السلام وشيت ابن ادم عليه السلام وابراهيم واسماعيل عليهما السلام والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما في عام 65 هـ وحجاج بن يوسف في عام 74هـ والسلطان مراد العثماني في 1040هـ وخادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز في عام 1417هـ
ترميم الكعبة في عهد خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود
في عام 1416هـ 1995مـ أمر خادم الحرمين الشريفين بترميم الكعبة المشرفة ترميما شاملا بدءا من الجدار الخارجي للكعبة المشرفة حيث تمت إزالة المونة بين أحجار جدار الكعبة الخارجي ووضع مونة جديدة خاصة قوية واستغرق ذلك من شهر محرم إلى شهر شعبان عام 1416هـ وفي هذا العام صنع ميزاب جديد للكعبة وتم تركيبه.
وفي العام 1417هـ بدا العمل في الجدار الداخلي للكعبة المشرفة حيث تم تفكيك جميع الجدار إلى مستوى المطاف وإزالة المونة القديمة وتنظيف الأحجار ثم إعادة بنائها كل حجر في نفس مكانه باستخدام مواد جديدة في غاية القوة
وقد تم العمل بفضل الله تعالى في أواخر شعبان من عام 1417هـ وكانت الكعبة خلال هذه الفترة محاطة بحاجز خشبي كامل حيث يجري العمل بالداخل دون أن يتضرر الطائفيين .وتم كذلك تجديد رخام الشاذروان وداخل حجر إسماعيل ومحيطه بنوع من الرخام الأبيض الفاخر وكذلك تم هذا العام تجديد القاعدة الرخامية السوداء للقبة البلورية لمقام سيدنا إبراهيم بقاعدة من الرخام الأبيض ثم جرى تجديد الطوق الفضي المحيط بالحجر الأسود بتاريخ 11/3/1422هـ
توسعة المسجد الحرام على مر التاريخبناء قريش للكعبةقامت قريش ببناء الكعبة سنة 18 قبل الهجرة واتفقوا أن لا يدخلوا في بنائها إلا طيبا فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر 3 م ومن مميزات بنائهم أنهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من أردوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزابا يسكب في الحطيم ورفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد أن كان 4.32 متر واكبر ميزة لهذا البناء مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في البناء بنقل الحجارة ووضع الحجر الأسود
بناء عبدالله بن الزبيرفي عهد عبد الله بن الزبير تعرضت الكعبة للتصدّع أثناء حصار جيوش الأمويين له في الكعبة، فقرر عبد الله إعادة بنائها ولما كان قد سمع من خالته عائشة أم المؤمنين حديثا يقول فيه النبي أن قريش نقصوا من بناء الكعبة لأن أموالهم قصرت بهم وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بنائها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما ويخرجوا من الآخر. فأعاد عبد الله بناء الكعبة على هذا النحو وزاد في بنائها لتكون على قواعد البناء القديم في عهد إبراهيم وجعل لها بابين على مستوى الأرض.
بناء الحجاج بن يوسفبعد مقتل عبد الله بن الزبير واستيلاء الأمويين على مكة، قرر الحجاج بن يوسف إعادة بناء الكعبة معللا هذا بأن عبد الله بن الزبير لفق هذا الحديث وأنه ابتدع في بناء الكعبة، فردها الحجاج إلى ما كانت عليه في عهد قريش.
حول بناء الكعبة مرة أخرىوروي في سبب بنيان البيت خبر آخر وليس بمعارض لما تقدم وذلك أن الله سبحانه لما قال لملائكته إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها [ البقرة 29 ] .
خافوا أن يكون الله عاتبا عليهم لاعتراضهم في علمه فطافوا بالعرش سبعا ، يسترضون ربهم ويتضرعون إليه فأمرهم سبحانه أن يبنوا البيت المعمور في السماء السابعة وأن يجعلوا طوافهم به فكان ذلك أهون عليهم من الطواف بالعرش ثم أمرهم أن يبنوا في كل سماء بيتا ، وفي كل أرض بيتا ، قال مجاهد : هي أربعة عشر بيتا ، كل بيت منها منا صاحبه أي في مقابلته لو سقطت لسقطت بعضها على بعض .
روي أيضا أن الملائكة حين أسست الكعبة انشقت الأرض إلى منتهاها ، وقذفت فيها حجارة أمثال الإبل فتلك القواعد من البيت التي رفع إبراهيم وإسماعيل فلما جاء الطوفان رفعت وأودع الحجر الأسود أبا قبيس .
وذكر ابن هشام أن الماء لم يعلها حين الطوفان ولكنه قام حولها ، وبقيت في هواء إلى السماء وأن نوحا قال لأهل السفينة وهي تطوف بالبيت إنكم في حرم الله وحول بيته فأحرموا لله ولا يمس أحد امرأة وجعل بينهم وبين السماء حاجزا ،
صور قديمة للحرم سنه 1941 م ومستوى الماء يصل للحجر الأسود
و الطواف حول الكعبة ...بالسباحة
وذكر في الخبر عن ابن عباس ، قال أول من عاذ بالكعبة حوت صغير خاف من حوت كبير فعاذ منه بالبيت وذلك أيام الطوفان .
ذكره يحيى بن سلام فلما نضب ماء الطوفان كان مكان البيت ربوة من مدرة وحج إليه هود وصالح ومن آمن معهما ، وهو كذلك .
وانتبه لحكمة الله كيف جعل بناءها من خمسة أجبل فشاكل ذلك معناها ; إذ هي قبلة للصلاة الخمس وعمود الإسلام وقد بني على خمس وكيف دلت عليه السكينة إذ هو قبلة للصلاة والسكينة من شأن الصلاة . قال عليه السلام وأتوها وعليكم السكينة فلما بلغ إبراهيم الركن جاءه جبريل بالحجر الأسود من جوف أبي قبيس
الحجر الأسوديوجد في الجنوب الشرقي من الكعبة وهو يمين الله في الأرض يصافح بها عباده المؤمنين وهو حجر ثقيل بيضاوي الشكل اسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم ويحيط به إطار من الفضة ويطلب من الطائف تقبيل الحجر في كل شوط إن أمكن أو يشر إليه بيده ثم يقبلها .وقد ورد في الحديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولولا أن طمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب " وقد ورد في الحديث أيضا " إن الحجر الأسود نزل من الجنة اشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني ادم .